.webp)
فاز الرئيس قيس سعيد بفوز ساحق في الانتخابات التونسية يوم الاثنين، ليبقي قبضته على السلطة بعد ولاية أولى تم خلالها سجن معارضيه وإجراء تغييرات في مؤسسات الدولة لمنحه مزيدًا من الصلاحيات.
وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن سعيد حصل على 90.7% من الأصوات، وذلك بعد يوم من ظهور استطلاعات الرأي التي أظهرت تقدمه بفارق كبير في البلاد التي تعتبر مهد الربيع العربي قبل أكثر من عقد.
وقال سعيد، البالغ من العمر 66 عامًا، في خطاب ألقاه في مقر الحملة: "سنقوم بتطهير البلاد من جميع الفاسدين والمتآمرين". وتعهد بالدفاع عن تونس من التهديدات الداخلية والخارجية.
أثار هذا الخطاب قلق منتقدي الرئيس، بمن فيهم أستاذ القانون في جامعة تونس، صغار زكراوي، الذي قال إن السياسة التونسية عادت مرة أخرى لتكون "بشأن السلطة المطلقة لرجل واحد يضع نفسه فوق الجميع ويعتقد أنه مكلف برسالة مقدسة".
وقال زكراوي إن نتائج الانتخابات تُذكر بتونس تحت حكم الرئيس زين العابدين بن علي، الذي حكم لأكثر من 20 عامًا قبل أن يصبح أول ديكتاتور يُطيح به الربيع العربي. وحصل سعيد على نسبة أكبر من الأصوات مما حصل عليه بن علي في عام 2009، قبل عامين من فراره من البلاد وسط الاحتجاجات.
وكان أقرب منافسي سعيد، رجل الأعمال عياشي زمال، قد حصل على 7.4% من الأصوات بعد أن قضى معظم فترة الحملة الانتخابية في السجن، حيث يواجه عدة أحكام بتهم متعلقة بالانتخابات.
ورغم فوز سعيد، فإن الانتخابات شهدت نسبة مشاركة منخفضة. وأفاد المسؤولون عن الانتخابات بأن نسبة المشاركة بلغت 28.8% في 6 أكتوبر، وهي نسبة أقل بكثير من الجولة الأولى في الانتخابات التي جرت بعد الربيع العربي، مما يعكس حالة اللامبالاة التي أصابت الناخبين البالغ عددهم 9.7 مليون ناخب مؤهل.
منع المنافسون البارزون لسعيد، الذين سُجنوا منذ العام الماضي، من الترشح، كما تم سجن المرشحين الأقل شهرة أو استبعادهم من السباق الانتخابي. وقاطعت الأحزاب المعارضة الانتخابات، واصفة إياها بالمهزلة وسط تدهور المناخ السياسي وانجرافه نحو الاستبداد.